هل تقود زيارة البرير إلى نهضة في سنار ؟

سنار - ٢٣/ ٤ - (سونا)

تقرير / عمر ابراهيم الامين

 تلقي الحروب بظلال و آثار  سالبة مباشرة على قطاع المال والأعمال والصناعة والاستثمار والتجارة والخدمات وهذا ما حدث في السودان خلال السنوات الماضية بسبب السياسات التي قادت إلى نفق مظلم. ولكن المخلصين من أصحاب العمل كانت مواقفهم واضحة ولهم رؤى للسعي نحو نهضة وتطور تحفظ مكانة وكرامة أهل السودان وملكيته لقراراته عبر بوابة الإنتاج.

 جاءت زيارة رئيس الغرف الصناعية ونائب وممثل أصحاب العمل السوداني معاوية البرير إلى ولاية سنار في وقت خرجت فيه الولاية متأثرة بتداعيات الحرب ، أمضى البرير يومان بضيافة كريمة من أصحاب العمل في سنار بقيادة جمال موسى نصر الدين قابل خلالهما حكومة ولاية سنار وعلى رأسها اللواء الزبير حسن السيد والي ولاية سنار وأعضاء حكومته والجهات ذات الصلة .

تطلع مجتمع سنار لهذه الزيارة باهتمام للاطمئنان على مستقبل الولاية، وكيفية تفكير المستثمرين وأصحاب العمل حول مرحلة ما بعد الحرب .

مثلما رحب أصحاب العمل بالزيارة كذلك وجدت الزيارة ترحيب من الوالي الذي تعهد أمام وسائل الإعلام بتزليل كافة العقبات التي تعترض طريق الاستثمار وإتاحة كل ما من شأنه تشجيع الاستثمار مستعرضاً ما تزخر به الولاية من مزايا وموارد، كما وعد بمواصلة الجهود مع الاتحاد لحلحلة كافة المشاكل المطروحة كمراجعة القوانين والسياسات ، والرسوم الولائية .

وعقد الأستاذ جمال موسى نصر الدين بمنزله جلسة تنويرية مطولة بحضور أعضاء اتحاد أصحاب العمل وأعيان سنار ومدير بنك السودان والصحفيبن والاعلاميين. وبلهجة التفاؤل ابتدر الحديث جمال موسى رئيس اتحاد أصحاب العمل ولاية سنار وأبان أن البرير زار معظم الولايات المحررة وقال إن زيارة البرير تمثل إضافة حقيقية لمسيرة نهضة الولاية ولدى لقائه والي سنار ناقش العديد من القضايا من ضمنها مسألة التمويل بحضور مدير بنك السودان الاستاذ بشير  ومدير البنك الزراعي الدكتور عبدالله الطويل وإنشاء محفظة للزراعة وتوقع جمال أن تتم مراجعة القوانين الخاصة بالاستثمار والصناعة، وأمن الاجتماع على دعوة المستثمرين المحليين والأجانب باعتبارها ولاية جاذبة ومشجعة للاستثمار في مختلف المجالات، 

وجاء تنوير البرير للحضور محفوفا بالتفاؤل خاصة بعد الوعود التي تلقاها من الوالي بحضور وزيري المالية والبنى التحتية وتفاكروا حول عدة قضايا تهم أصحاب العمل واتحاد الصناعات وحول كيفية تحريك دورة الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي و وصف الاجتماع بأنه موفق نسبة الوعود التي تلقاها من حكومة الولاية بتزليل كافة المعوقات وإتاحة التمويل للقطاع الخاص بتأكيد من مديري بنك السودان المركزي فرع سنار، والبنك الزراعي وخلص الاجتماع كذلك إلى مراجعة الرسوم الولائية و كل السياسات والقوانين المتعلقة بها وان تكون الحكومة خير معين للاتحاد وان تتواصل الاجتماعات مع اتحاد سنار لحين بلورة هذه القوانين حتى ترى النور ويتواصل التشاور المستمر حول إصدار قرارات تصحيحية بالشراكة مع الاتحاد لتزليل كافة العقبات لا سيما التي تواجه الاستثمار ، وقال البرير أن العبء الأكبر سوف يقع على عاتق القطاع الخاص في عملية توفير وتطوير الإنتاج كسلاح طالما أن الجيش  يقاتل بالبندقية للمحافظة على كرامة الشعب وتحقيق الأمن الاجتماعي وتوفير فرص العمل للشباب ، لتبدأ مرحلة التعافي في ظل الوطن الواحد وترميم العلاقات التي مزقت نسيجها أخطاء البعض وهذا لا يعالج بخطأ مثله وبما أن شعب السودان عرف بالحكمة والجودية والمقدرة على حل النزاعات والاحتكام للقانون ، لافتاً إلى دور القطاع الخاص في ترميم العلاقات ورتق النسيج واستدرك قائلاً : أن أجزاء من الوطن لا تزال مهددة بارهاب المليشيا وأننا كأصحاب عمل نقف خلف القوات المسلحة والمستنفرين حتى تحرير كل شبر دنسته هذه المليشيا وقال أن الحرب تسببت في دمار ممنهج و خسائر تفوق الخيال ودمرت ٧٠٪ من الناتج القومي، ومع ذلك لابد للقطاع الخاص أن يلعب دورا اساسيا في استمرار التعايش والتوافق الوطني لجيل المستقبل.

طرح الصحفيون عدة أسئلة حول المسئولية الاجتماعية وقال البرير أن القطاع الخاص يقوم بها على أكمل وجه وخاصة في جانب توفير الوظائف ، وحول مبادرة القطاع الخاص في حل أزمة الكهرباء أشادالبرير بقرار إعفاء مدخلاتها من الجمارك مشيراً إلى موافقة الحكومة على دخول القطاع الخاص في هذا المجال .

ويظل السؤال مطروحاً هل ستفتح هذه الزيارة آفاقا وسياسات جديدة تشجع المستثمرين لطرق أبواب الاستثمار في ولاية سنار مما يحرك دورة الإنتاج ويحقق التنمية والنهضة والتطوير ؟